لمحة عن حملة ضد عدم المساواة بالميزانيات بين الموطنين واليهود والعرب

وفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية، حتى شهر آب 2020، يسكن في إسرائيل 1.945 مليون عربي، والذين يشكلون نسبة 21% من سكان الدولة. يعاني المواطنون العرب في إسرائيل، منذ قيام الدولة، من التمييز في الميزانيات في مجالات عديدة، الأمر الذي أدى مع السنين إلى حدوث فجوات كبيرة بين اليهود والعرب في الدولة.

ليس أن هذا الوضع لا يتناسب ومبادىء الدولة الديمقراطية وحسب بل إنه أيضًا يضر بالجانب الاجتماعي والاقتصادي لدولة إسرائيل، ولهذا فإن هناك حاجة لتصحيح جذري لهذا الوضع.

رغبةً بتوعية الجمهور حول هذا الموضوع بادر صندوق فريدريخ إبرت بالتعاون مع جبعات حبيبه إلى إطلاق حملة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي لرفع الوعي وسط الجمهور الإسرائيلي حول مسألة عدم المساواة بتقسيم الميزانيات بين المواطنين اليهود والعرب في الدولة ومن أجل العمل على تغيير هذا الوضع.

أمثلة حول عدم المساواة بتقسيم الميزانيات بين المواطنين اليهود والعرب في دولة إسرائيل

التربية والتعليم

وفقًا لمعطيات رسمية خاصة بوزارة التربية والتعليم، معدل الاستثمار من ميزانية الدولة للعام 2019 في الطالب اليهودي كان 25،647 شيكل بينما في الطالب العربي 19،947 شيكل فقط، أي إن الطالب اليهودي حصل على 28% أكثر من الطالب العربي.

ربما كان الاستثمار بالطالب العربي قد زاد بشكل طردي منذ عام 2014 ولكن ما زالت الفجوة بين الطلاب اليهود والعرب كبيرة.

مقالات تتعلق بالموضوع:


استثمار اجتماعي/ الحضانات النهارية

الإمكانية المتاحة أمام أهالي الأطفال الصغار، وفي حالتنا هذه بالأخص الأمهات لأطفال صغار، بأن يندمجوا في سوق العمل تتعلق بعدة عوامل وأهمها هي مسألة توفر الحضانات النهارية.

يُستدل من تقسيم حسب الأوساط المختلفة في إسرائيل بأن أكثر وسط يستغل مسألة الحضانات النهارية بشكل كبير هو وسط الحريديم والذي فيه 41% من الأسر لأطفال من السن المناسبة تدمج أولادها في حضانات نهارية أو روضات. بالمقابل في الأسر اليهودية (بدون الأسر الحريدية) النسبة هي 16%، وفي الأسر العربية 8% فقط.

أظهرَ بحث حديث لمركز “طاوب” أن عدم استغلال إمكانية الحضانات النهارية في الوسط العربي نابع بالأساس من عدم وجود حضانات نهارية في البلدات العربية. رغم أنه من عام 2014 يتم تخصيص 20% من ميزانيات التطوير السنوية لبناء حضانات نهارية في البلدات العربية ولكن ذلك ليس كافيًا لتقليص الفجوات القائمة.


الصحة

وفقًا لمعطيات تم نشرها من قِبل مديرية التخطيط الاستراتيجي والاقتصادي في وزارة الصحة في شباط 2020:

معدل نسبة موت الأطفال بين السنوات 2014 – 2018 في إسرائيل كان 1.3 لـ 1000 ولادة. عند اليهود كانت النسبة 2.4 وعند العرب 5.4، وكما يبدو فإن المعطى الخاص بالعرب هو تقريبًا أكبر بمرتين عما هو عند اليهود.

نسبة الموت العامة لكل 1000 مواطن (وفقًا للجيل) كانت في عام 2017 5.7 وسط الذكور و 4.0 وسط الإناث. يُستشف من المعطيات أن نسبة وفاة الذكور اليهود وآخرين كانت 5.5 وفي أوساط الذكور العرب 7.1. بينما نسبة الوفاة وسط النساء اليهوديات كان 3.9 بينما وسط النساء العربيات كانت نسبة الوفاة 4.9.

في البلدات التي يعيش فيها أكثر من 10 آلاف نسمة وُجد بأن أعلى نسب من الإصابة بالسكري في البلاد هي في البلدات العربية. في جسر الزرقاء (138.1)، في قلنسوة (122.5)، في تل السبع (111.7) وفي أم الفحم (110.9).

الاصابة بمرض السكري لا تتوزع بشكل متساوٍ بين الأوساط المختلفة. وهكذا، على سبيل المثال ، يزداد انتشار المرض بشكل ملحوظ مع انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمرضى. وينطبق الشيء نفسه على توازن مرض السكري – لوحظت مستويات توازن أعلى لدى أولئك الذين يتمتعون بوضع اجتماعي واقتصادي أعلى.

تعتمد فرص النجاح في الحفاظ على توازن مرض السكري على عدد من العوامل، بعضها يتعلق بجودة الرعاية الطبية وبعضها يتعلق بخصائص المريض ونمط حياته وسلوكه. لذلك، لذا فإن محدودية إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية المناسبة في معظم البلدات العربية تؤثر سلباً بشكل كبير على الحد من مرض السكري في المجتمع العربي والقدرة على الحفاظ على توازن مرضى السكري العرب.

المواصلات العامة

بحث نُشر من قِبل بنك إسرائيل في أيلول 2019 يُظهر أن مستوى المواصلات العامة في البلدات العربية الكبيرة أقل بالثلث من ناحية مستوى المواصلات العامة في البلدات اليهودية المماثلة، ووضعها نسبياً لم يتحسن منذ عام 2010. يُشير الباحثون أيضًا إلى أن أحد عوامل هذه الفجوة الكبيرة بين البلدات اليهودية والعربية يرجع إلى الحقيقة أن كل محطات القطارات موجودة داخل مناطق نفوذ البلدات اليهودية.

الثقافة

وفق معطيات وزارة المالية نجد بأن مُجمل بند الميزانية المخصصة للثقافة العربية من قبل وزارة العلوم، التكنولوجيا والفضاء، الثقافة والرياضة لعام 2019 بلغ 40 مليون شيكل. ويشكل هذا المبلغ أقل من 4٪ من إجمالي بند ميزانية مجال الثقافة، بينما يُشكل المجتمع العربي والمواطنون العرب حوالي 21٪ من سكان الدولة.

اقتباسات

من أقوال المرحوم مناحيم بيغن التي وردت في خطاب ألقاه في الكنيست عام 1962:
“هناك من يقول إننا لا نستطيع منح المساواة الكاملة في الحقوق للمواطنين العرب … لأنه لا تنطبق عليهم مساواة كاملة في الواجبات. ومع ذلك، هذا ادعاء غريب. صحيح أننا قررنا عدم إلزام السكان العرب، على عكس الدروز، بالخدمة في الجيش. لكننا قررنا ذلك بمحض إرادتنا. وأعتقد أن المنطق الأخلاقي صحيح … نؤمن بأنه في دولة اليهود يجب أن تكون هناك حقوق متساوية وستكون لجميع مواطنيها بغض النظر عن الدين، القومية والأصل.”.

 

من كلمات المرحوم اسحاق رابين خلال حفل توزيع جوائز الإبداع على اسم ليفي اشكول 1994:
“نحن الآن في خضم معركة بلا مدافع، في خضم حرب بلا نيران، وقد تكون واحدة من أهم المعارك الحاسمة في تاريخ الأجيال الأخيرة للشعب اليهودي: الحرب على صورة دولة إسرائيل. سيتعين علينا الاختيار بين نهج التعصب، الميل إلى أحلام العظمة، إفساد القيم الأخلاقية واليهودية نتيجة السيطرة على شعب آخر، والإيمان الأعمى والغطرسة “أنا ولا أحد غيري”- وبين نهج عيش حياة يهودية وديمقراطية وليبرالية مع مراعاة معتقدات الآخرين الذين بيننا والذين في جوارنا أيضًا، بحيث يعيش كل انسان وفقاً لإيمانه ومعتقداته.”

 

من كلمات رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، في خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين لمعاهدة السلام مع مصر:
“هذا هو المكان المناسب للقول بصوت واضح – في الآونة الأخيرة… نشهد خطابًا غير مقبول تجاه المواطنين العرب في إسرائيل. لقد رفضتُ وأرفض الاعتقاد بأن هناك أحزابًا تخلت عن الإيمان بصورة دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ديمقراطية ويهودية في آن معًا. من يؤمن بواجب أن تكون دولة إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية بالمعنى الكامل للكلمة، يجب أن يتذكر أن في دولة إسرائيل يجب أن تكون هناك مساواة مطلقة في الحقوق لجميع مواطنيها “.

مقاطع فيديو حول المشروع